القراءة للمتعة داخل المدرسة.. حلم أم حقيقة؟

هل فكرنا يومًا في معنى القراءة للمتعة؟

القراءة الممتعة هى القراءة التي نختارها بحرية، أو هي القراء التي نستمر فيها بحرية وحماس بعد البدء فيها. أطفالنا، مثل جميع البشر الآخرين، يفعلون ما يجدونه ممتعًا. 

والحكمة تقول: تصبح جيدًا في أى شيء تمارسه باستمرار، ستجد أنك تفوقت على نفسك من خلال تطوير اهتمامات وقدرات جديدة متصلة بما كنت تمارسه.

القراءة من أجل الاستمتاع

القراءة من أجل المتعة تفتح عوالم جديدة للأطفال، وتمنحهم الفرصة لاستخدام خيالهم لاستكشاف أفكار جديدة، وزيارة أماكن جديدة، والتعرُّف على شخصيات جديدة.

 القراءة من أجل المتعة تعمل أيضًا على تحسين رفاهية الأطفال وتعاطفهم، وتساعدهم على فهم هويتهم، وتمنحهم نظرة ثاقبة للعالم، ووجهات نظر الآخرين. 

تُظهر الأبحاث أن القراءة من أجل المتعة يمكن أن ترتبط ارتباطًا مباشرًا بنجاح الأطفال طوال فترة وجودهم في المدرسة وحتى مرحلة البلوغ.

أشكال متعة القراءة

متعة القراءة لها أشكال عديدة، ولكل شكل فوائد مميزة، ويمكن تقديم هذه الأشكال فيما يلي:

  • متعة التمثيل أو المتعة الغامرة: عندما يدخل القارئ داخل الكتاب ويتوحَّد معه، وربما يغرق في الكتاب. هذا يطور القدرة على الانخراط والانغماس، وتصور المعاني، والارتباط بالشخصيات، والمشاركة في صنع المعنى.
  • المتعة الفكرية: عندما ينخرط القارئ في معرفة ما تعنيه الأشياء، وكيف تمت كتابة النصوص لنقل المعاني وترك الأثر. وأهم فوائد هذا الشكل هو تطوير الفهم العميق والاستباقية والمرونة والعزيمة.
  • المتعة الاجتماعية: عندما يتعلق القارئ بالمؤلفين والشخصيات والقرَّاء الآخرين والنفس، من خلال استكشاف هويَّة المرء. هذه المتعة تنمِّي القدرة على تجربة العالم من وجهات نظر أخرى، للتعلُّم وتقدير الآخرين البعيدين عنا في الزمان والمكان والخبرة، وأن نتواصل ونتجاوب مع الآخرين ونتعاطف معهم ونساعدهم.
  • متعة العمل: عندما يطوِّر القارئ أداة لإنجاز شيء ما، ومن ثم ينقل هذه الإستراتيجيات والأفكار إلى الحياة.
  • متعة العمل الداخلي: عندما يتدرب القارئ بشكل تخيلي على حياته، ويفكر في نوع الشخص الذي يريد أن يكون عليه، وكيف يمكنه الاتصال بشيء أكبر أو السعي لأن يصبح شيئًا أكثر.

تشرح هذه المتع كيف تعزِّز متعة القراءة التقدم المعرفي والإمكانية الاجتماعية، وحتى نوعًا من الحكمة والكمال، وبمعنى أكبر بناء الإنسان.

تعزيز متعة القراءة

نحن بحاجة إلى مساعدة القراء الأقل إقبالًا على القراءة على تجربة القراءة للمتعة. يجب أن نجعل الأشكال  الخمس لمتعة القراءة مركزية في تعليمنا، وتشجيع الأطفال على القراءة.

كيف يحقق المعلم متعة القراءة داخل الصف؟

لتعزيز متعة اللعب، استخدم تقنيات الدراما مثل لعب الأدوار، والكتابة في الأدوار، والمقاعد الساخنة للشخصيات؛ من أجل تحفيز جميع الطلاب على الدخول والعيش من خلال عوالم القصص، والتحول إلى شخصيات أو الارتباط بها بالطريقة التي يفعلها القراء النَّهِمون للغاية.

لتعزيز المتعة الفكرية، ضع الوحدات على شكل استفسار، مع أسئلة متدرجة. اقرأ كتابًا لأول مرة مع طلابك واكتشفه معهم، وصمم أدوارك وبداياتك ومشكلاتك من خلال التفكير بصوت عالٍ والمناقشة. 

استخدم الأسئلة التي يعدها الطلاب للمناقشة والمشاركة، واستخدم هياكل المناقشة، مثل الندوة السقراطية (الحرة) التي توضح أنه لا توجد أجندة للمعلم يجب الوفاء بها، بقدر الموضوعات أو الأفكار التي يجب تحقيقها.

لتعزيز المتعة الاجتماعية، كن قارئًا مع الطلاب، بتعزيز المتعة الاجتماعية للقراءة، من خلال مشاركة اختياراتك مع طلابك.

ضع لافتة على بابك: “المعلم فلان يقرأ _____ “. اقرأ أحد كتبهم المفضلة، وقم بتشجيع مناقشة الأقران للقراءة والاستجابة في ثنائيات، وثلاثيات، ومجموعات صغيرة، ودوائر أدبية، ونوادي كتب، وما إلى ذلك. قم بمشاريع جماعية للقراءة التي يتم مشاركتها بعد ذلك وحتى أرشفتها. احصل على برنامج قراءة مجاني، وقم بالترويج للكتب من خلال محادثات الكتب والمراجعات عبر الإنترنت، وما إلى ذلك.

لتعزيز متعة العمل، استخدم إستراتيجية الاستفسار، واعمل على بلوغ ذروة التشويق والانغماس فى المشاريع، بما في ذلك مشاريع العمل الاجتماعي والخدمي.

لتعزيز متعة العمل الداخلية، قم بإشراك الطلاب في التدريبات التخيُّلية للعيش، واجعل الطلاب يفكرون كمؤلفين يقومون باختيارات، ويخطِّطون لسيناريوهات الشخصيات في مواقف ومشكلات، أو أولئك الذين يحاولون مساعدة الشخصيات.

لا تتردد في مساعدة أطفالك أو طلابك على الاستمتاع بالقراءة ليتحوَّلوا إلى قراء نهِمِين مستمتعين بالقراءة.