هل القصة التي تُروى هي نفسها القصة التي تُقرأ؟

لقد تعلمت على مدار تلك الأعوام حقيقة ومعادلة هامة جدا حول عقول وخيال الأطفال.. تعلمت أننا إذا عوّدنا الأطفال على حب القراءة، فستصبح عقولهم أكثر حساسية وتعمُّقا في الخيال.

الكاتبة والروائية الأمريكية ماري إلين تشيس في “الوصفة للطفولة الساحرة”.

تُرى، هل تبادر إلى ذهنك يومًا السؤال التالي: هل القصة التي تروى هي نفسها القصة التي تُقرأ؟ وهل فكرت ما هو الفرق بين القصة التي نرويها للطفل والقصة التي نقرأها له؟ 

الإجابة المنطقية والتلقائية على هذا السؤال هي: نعم، تختلف القصة المقروءة عن القصة المروية أو التي تحكيها للصغير.


القصة المحكِيّة 

تعتمد في الأساس على الاتصال المباشر البصري والانفعالي، وملاحظة الطفل وإثارة خياله. وقد تُروى القصة بأية لغة، سواء كانت دارجة أو محلية أو فصيحة، وتعتمد على تواصل الراوي مع الطفل والتعرف على انفعالاته وتفاعله مع القصة، حيث يحلق الطفل بخياله مع عينين مفتوحتين، يتخيل تلك العوالم السحرية والأماكن البعيدة، وينسج ألوانها ومشاهدها وخلفياتها بنفسه. 

فلو افترضنا أن أكثر من طفل يستمعون لنفس القصة المحكية، فقد يتخيل كل واحد منهم الألوان والأشخاص والخلفيات بطريقته الخاصة، ويضفي عليها شيئا من مشاعره وثقافته. وهناك حكايات يكون الأفضل لها أن تُروى مثل الحكايات الفلكلورية المتوارثة.

القصة المقروءة 

تتميز بارتباط الطفل مع الصورة المرسومة، فلو كان عدد من الأطفال يقرأون نفس القصة، فإنهم قد لا يختلفون حول مشهد ما؛ فهو محدد أمامهم، كما أن لغة القراءة تكون واحدة. 

وهناك كتب تصلح لها القراءة أكثر من الحكي مثل القصة الأجنبية الرائعة “هورتون يفقس البيضة Horton Hatches the Egg“، وذلك للُّغة الفكاهية المستخدمة بها، والمواقف الطريفة والمغامرات التي تتضمنها، وما تبثه من قيم.

وأثناء قيام الأم أو المعلمة بالقراءة وهي تضع يدها تحت العنوان واسم الكاتب وأرقام الصفحات، يستطيع الطفل الربط بين اللغة المنطوقة والمكتوبة، واتجاه القراءة من أعلى الصفحة إلى الأسفل، وكذلك من اليمين إلى اليسار.

نقاط هامة 

عند قراءة القصة أو حكيها يجب الانتباه لما يلي:

  • أن يكون مكان جلوس الطفل مريحا، وأن يمكنه سماع القصة بسهولة، ويفضل أن تكون القراءة في حجرة هادئة.
  • أن يكون راوي القصة قد اطّلع عليها سابقا قبل قراءتها للطفل، وأن يخلق نوعا من الإثارة عند القراءة أو الحكي.
  • أن يكون الصوت تلقائيا مبهجا ينطق الحروف بطريقة صحيحة، مع وجود نغمة متغيرة.
  • أن يقرأ أو يحكي القصة بطريقة تلقائية بعيدًا عن المبالغة الدرامية.
  • استخدام نغمات صوتية مختلفة تتخللها لحظات صمت قبل الانتقال إلى أفكار جديدة، أو قبل أن يتحدث الأبطال.
  • تجنُّب التعليقات غير الضرورية. فقط يمكن إعطاء توضيح أو شرح للكلمات الغامضة.
  • أن يتميز الراوي باللباقة عند تقديم تفسيرات للطفل.
  • ترك الفرصة للصغار لغناء وتكرار المقاطع الصوتية والغنائية المكررة، واستنتاج النهايات المتوقعة.
  • تشجيع الطفل الصغير على أن يتحدث عن القصة إذا أراد، وأن يستخرج منها القيمة.

ماذا يجب على الراوي؟

على الراوي أن:

  • يخطط جيدا للبدء والانتهاء من الحكي.
  • يكون على دراية بترتيب الأحداث قبل البدء في حكي القصة.
  • يحفظ عن ظهر قلب بعض الجمل المميزة من القصة وبعض المفردات المسجوعة.
  • يكون على دراية بأسماء الشخصيات في القصة وخصائصها.
  • يستخدم الاقتباسات عندما تتحدث الشخصيات.
  • يستخدم اللغة التي كُتبت بها القصة قدر الإمكان.

والآن، تدعوكم مكتبة “نوري” لمشاركتنا تجاربكم في قراءة ورواية القصص لأطفالكم.


المرجع: فوستر فلورانس بي (المساعد في قسم الطفولة المبكرة) عنوان الكتاب: الأدب والطفل الصغير ، مارس  67 قسم التعليم بولاية نيوجرسي.